نظّمت إدارة مستشفى القوات المسلحة بالجنوب، ممثلة بقسم الطب التلطيفي، نشاطاً أكاديمياً بعنوان ( الرعاية الشاملة لعلاج الأعراض غير الألم في نهاية الحياة ) وذلك بحضور سعادة مدير المستشفى اللواء الطبيب محمد بن سعيد القحطاني، وبإشراف مباشر من رئيس اللجنة العلمية الطبيب الاستشاري حسن بن مبارك البدور.

يأتي هذا النشاط في إطار جهود المستشفى لتعزيز ممارسات الرعاية التلطيفية، التي تُعد أحد المحاور الأساسية في تقديم رعاية صحية إنسانية متكاملة، خاصة في المراحل الأخيرة من حياة المرضى، حيث يُركّز الطب التلطيفي على تحسين نوعية الحياة، والتخفيف من المعاناة الجسدية والنفسية والاجتماعية والروحانية، بعيداً عن الإجراءات العلاجية القسرية .

وقد استعرض النشاط سبل التعامل مع الأعراض المصاحبة للمرحلة النهائية من المرض والتي لا تتعلق بالألم فقط، مثل القلق، والاكتئاب، وضيق التنفس، واضطرابات النوم، وغيرها من الأعراض التي تُضعف تجربة المريض وذويه إن لم تُدار بشكل علمي وإنساني مشترك.

سعادة اللواء الطبيب محمد بن سعيد القحطاني أكد في كلمته خلال الافتتاح أن المستشفى يسير بخطى واضحة نحو ترسيخ مفاهيم الرعاية التخصصية المتكاملة، مشيداً بالجهود المبذولة من الكوادر الطبية في مجالات دقيقة تمس الجانب الإنساني العميق من مهنة الطب، مشيراً إن تبني مثل هذه البرامج يُجسد التزام المستشفى برسالته المهنية والإنسانية في آنٍ واحد، كما يعكس حرصنا على تأهيل الكوادر الطبية وتمكينهم من تقديم رعاية شاملة تعزز من كرامة المريض وجودة حياته في جميع المراحل .

ومن جانبه، أوضح الطبيب الاستشاري حسن مبارك البدور، رئيس اللجنة العلمية، أن تنظيم هذا النشاط يعكس ازدياد الوعي بأهمية الطب التلطيفي في المؤسسات الصحية، مشيراً إلى أن الرعاية التلطيفية لم تعد ترفًا طبيًا، بل ضرورة أخلاقية وعلمية يجب أن تكون جزءاً أساسياً من خطط العلاج متعددة التخصصات. وأكد أن الرعاية التلطيفية لا تقتصر على المرضى فقط، بل تشمل ايضاً دعم مقدمي الرعاية، من طواقم طبية وتمريضية، الذين يواجهون ضغوطاً نفسية كبيرة قد تؤثر على عطائهم، ولذلك فإن توفير بيئة داعمة لهم يُعد من أولويات هذا المجال .

واشار الدكتور حسن على أهمية التكامل بين التخصصات المختلفة في تقديم الرعاية التلطيفية، من الطب النفسي إلى التمريض والرعاية الاجتماعية والدعم الروحي، وذلك لضمان تغطية جميع احتياجات المرضى في هذه المرحلة الحساسة.

ويُعد هذا النشاط امتداداً لمساعي مستشفى القوات المسلحة بالجنوب لتفعيل المبادرات الأكاديمية ذات الطابع الإنساني في تطوير بيئة عمل طبية شاملة وتعزيز جودة الحياة لكافة المستفيدين من الخدمات الصحية .